تاريخ الترجمة
الترجمة الترجمة هي نقل معاني نص من لغة ما غير مفهومة للقارئ إلى لغة أخرى مفهومة، مع مراعاة دقة المعنى واستخدام الأسلوب المناسب لنوع النص. البعض يعرف الترجمة على أنها فن، أي أن إتقانها يحتاج إلى ممارسة طويلة واطلاع على نصوص مختلفة وأساليب كتابة مختلفة. كما تُعد الترجمة نوعاً من أنواع نقل الحضارة والفكر والتواصل الثقافي، وتتكون عملية الترجمة من النص المصدر، وهو النص الأصلي الذي نريد نقله إلى لغة أخرى، والنص الهدف وهو النص نفسه مكتوباً باللغة الأخرى المراد الترجمة إليها.
نشأة الترجمة
أول حضارة عرفت الترجمة هي حضارة ما بين النهرين، كان عبارة عن معجم مكتوب فيه مجموعة كلمات وتقابلها معانيها، وازدهرت الكتابة بعد ذلك في بلاد الرافدين ومصر القديمة، أما العرب وبعد إنتشار الدولة الإسلامية واختلاطهم بأمم وشعوب مختلفة كالروم والفرس، ظهرت حاجتهم لعلومهم مما أدى بهم إلى ترجمة الكتب والمؤلفات، ومع ظهور الدولة الأموية ظهرت عمليات التعريب وازدهرت بعد ذلك في زمن الدولة العباسية، وتطورت الترجمة فأصبحو يترجمو الجمل بدل الكلمات، وأزدادت حاجة العرب للترجمة للنهوض بالدول وتحقيق التقدم الحضاري بعد ما وجدو التقدم العلمي والتكنولوجي في الدول الغربية على غرار الدول العربية، فقامو بإرسال بعثات للدول الغربية وتأسيس مدرسة للغات للحاق بالتطور والتقدم الذي حققو الدول الغربية.
يُعتقد بأن الترجمة فن قديم جدا كقِدَم الأدب المكتوب، فقد وجدت أجزاء من الملحمة السومرية المعروفة بجلجامش مترجمة إلى عدد من اللغات الآسيوية، منذ الألفية الثانية قبل الميلاد، أما الترجمة في الحضارة العربية والإسلامية فقد بدأت منذ القديم البعيد ولكنها ازدهرت في بداية ازدهار الإسلام.
مهارات المترجم:
يحتاج المترجم ليبدأ مراحل الترجمة أن يملك مهارات وصفات معينة هي: لا بد أن يكون المترجم على معرفة كاملة باللغتين التي يترجم منهما، وتشمل هذه المعرفة كلمات اللغة وقواعدها. يجب أن يكون المترجم مُطّلعاً على ثقافة شعبي اللغتين التي يترجم منهما. يجب عليه أن يكون على معرفة بموضوع النص المراد ترجمته، لما قد يحتويه من عبارات مختصة بالموضوع نفسه. يجب أن يتمتع المترجم بحس أدبي حتى يقدر على ترجمة النصوص الأدبية بأسلوب سليمٍ ووافٍ. يجب على المترجم أن يقوم بتصحيح بعض العبارات التي تبدو غير هامة، أو غير مفهومة عند ثقافة الشعب الآخر، أو غير مقبولة في ديانة شعب اللغة الأخرى. مراحل الترجمة عملية الترجمة الناجحة والصحيحة لا بد أن تحتوي على مرحلتين أساسيتين: مرحلة التحليل: وهي تهتم بمحتوى نص الموضوع المكتوب باللغة المصدر، وتقوم بفهمه وتحليله من أجل التوصل إلى المعنى الحقيقي لهذا النص. الصياغة: هي تهتم باللغة "الهدف" المنقول إليها النص الأصلي، وتتمثل في إعادة صياغة موضوع النص وفكرته بكلمات وأسلوب يشبه أسلوب لغة الهدف. الخطوات الفعلية للترجمة قراءة النص باللغة المصدرعدة مرات حتى يفهم جيداً. الاستعانة بالقواميس والموسوعات الملائمة لموضوع النص. البدء بترجمة النص مع الانتباه إلى المحافظة على بدايات ونهايات الجُمل. انتقاء التعبيرات والكلمات والألفاظ الأنسب بالنسبة للغة الهدف. إعادة قراءة النص المترجم وتصحيح ما قد يتواجد فيه من أخطاء أو تراكيب لغوية ضعيفة. يجدر بالذكر بأن دليل نجاح الترجمة وإتقانها تكمن في عدم تمييز القارئ لكون النص مترجماً، وظنه بأن النص الذي بين يديه مكتوب بلغة الكاتب الأصلي.