العلاقة بين الترجمة والثقافة؟
قد يظن البعض أن الترجمة مجرد نقلٍ للمعاني التي تظهر في النص الأصلي (النص الأم) إلى اللغة الهدف تامًا كما تفعل قواميس ومواقع الترجمة مثل مترجم جوجل، لدرجة أن أحد الباحثين قد طرح سؤالًا صاعقًا على أحد المترجمين ذات مرةٍ: "ما الفرق بين عملك وترجمة جوجل؟" ومن هنا كان لابد من وقفةٍ إيضاحيةٍ.
قد تبدو وظيفة المترجم سهلةٌ في ظاهرها بحيث يراها غير العارفين بصعوباتها بحثٌ موجزٌ عن معاني الكلمات والمصطلحات، في حين أن مجرد عملية البحث هذه مجهدةٌ بحدّ عينها. يجب على المترجم وحتى بعد إيجاد المصطلح الذي يبحث عنه أن يتفقد استخدامه في مختلف السياقات والمعاجم والمواقع المعتمدة للتأكد من صحته، أخذًا بعين الاعتبار أن هناك عجة مصطلحاتٍ تصف الأشياء نفسها مثل استخدام كلمة (tall – long – high) في سياقاتٍ محددةٍ بالرغم من أنها تحمل نفس المعنى بالعربية تقريبًا. وقِس على ذلك جميع المصطلحات التي قد يحتويها النص الواحد، فبعض المصطلحات المتخصصة قد يأخذ ما يقارب الساعة لإيجاد المرادف المناسب في اللغة الهدف!
وبالإضافة للمصطلحات فإن هناك الصياغة التي تتطلب توافر خلفيةٍ باللغتين عند المترجم لكي يعدّ نصًّا مفهومًا ذا مغزًى يشعر القارئ أثناء قراءته بالانسياب والترابط بين الجمل، لا بتقطّع أوصال النص. وهذا يعني أن على المترجم الإلمام بقواعد اللغتين النحوية والكتابية وغيرها.
ما هاتان النقطتان إلا غيضٌ من فيضٍ مما يجب على المترجم القيام به واتباعه أثناء الترجمة، بعيدًا عن كل ما يعتقده قليلو الخبرة بأن المترجم هو الشخص الذي يستخدم القاموس.