يشهد اليوم الثامن عشر من ديسمبر كل عام احتفاء اللغة العربية بيومها العالمي الذي أقرته اليونسكو، وقد تقرر اختيار هذا التاريخ للاحتفال باللغة العربية كونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي تقرر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة؛ بعد اقتراح قدمته المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو التي احتفلت العام الماضي 2012م للمرة الأولى بهذه المناسبة.
ويناقش المحور الرئيسي للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام 2013م (دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية)، حيث يحتضن مقر اليونسكو الندوات المخصصة لمناقشة هذا المحور في 18 ديسمبر بمشاركة إعلاميين من عدد من وسائل الإعلام التي تنتمي إلى المنطقة وخارجها، إلى جانب عدد من خبراء الإعلام واللغة مع جمهرة من الكتاب والباحثين والدبلوماسيين.
ودعت اليونسكو المؤسسات والهيئات الثقافية والتعليمية والإعلامية في العالم العربي إلى حث منسوبيها للتحضير لهذه المناسبة بما يليق بمكانة اللغة العربية ومدلولاتها الحضارية وتفعيل هذه المناسبة الثقافية التي تتعلق بالهوية العلمية للذات العربية على امتداد التاريخ الإنساني، وذلك من خلال فعاليات وبرامج وأنشطة من شأنها خدمة المناسبة الرامية إلى خدمة اللغة العربية في المحصلة النهائية.
وتعد اللغة العربية من أقدم اللغات السامية وأكثرها من حيث المتحدثين، كما أنها إحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم؛ حيث يتحدث بها نحو 500 مليون نسمة يتوزعون في دول الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة.. فهي تحتل المرتبة السادسة عالمياً من حيث عدد المتحدثين بها.
وتحتل اللغة العربية أهمية كبرى لدى المسلمين؛ فهي لغة القرآن الكريم، كما أنها أيضاً لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، وقد كتب بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
وتتميز اللغة العربية بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة، إلى جانب امتلاكها خاصية الترادف والأضداد والمشتركات اللفظية، كما تتميز بظاهرة المجاز والطباق والجناس والمقابلة والسجع والتشبيه، والكثير من فنون اللفظ، كالبلاغة والفصاحة وما تحويه من محسنات.
ويؤكد خبراء معنيون بشؤون اللغة العربية على أهمية التمسك باللغة العربية وصيانتها من الضعف والاندثار، كونها تكاد تكون آخر قلعة من قلاع الهوية التي يحتمي بها المواطن العربي من خطر فقدان شخصيته وذوبانه في إحدى الثقافات الغربية.
ويتهدد اللغة العربية العديد من المخاطر، من بينها مواصلة الاعتماد على اللغتين الفرنسية والإنجليزية في غالبية الجامعات العربية، إلى جانب مزاحمة استعمال اللهجات المحلية في البرامج التلفزيونية والإذاعية.